- التفاصيل
- كتب بواسطة: حياة الياقوت
- المجموعة: مقالات سياسية
- الزيارات: 3661
أ أعزي النفس أم أعزيك ديانا ؟؟ ،، فعندما تدق الذكرى أبوابنا الموصدة ونكون مثقلين بالألم الممزوج بالحب الذي يمد نسقه في عقولنا وذواتنا ،ونجد أنفسنا نخاطب أطيافا من (الكاريزما )في ذكرى ديانا ،يسود الوجدان الموقف وتحركه العاطفة ، نعم كلنا أحببنا ديانا بشكل أو بآخر ، وهذا الحب يدفعني لتحليل قصير لحياة قصيرة ،حياة بدأتها كفتاة خجول تقتحم عالم الأسرة المالكة المسيج بالبروتوكولات و المغلف بالقوانين ،و أنهتها بمصرع أسطوري توقف فيه قلب ملكة القلوب التي خلفت ورائها العديد من علامات الاستفهام و التساؤلات ، في حياتها كانت ديانا نجمة لصحف (التابلويد) بيد أن وفاتها مدت عدوى نجوميتها لصحف ( البرودشيت) ، ورغم هذا التوهج الخاطف للأبصار و العقول معا إلا أن حياتها الزوجية كانت ظاهرة تلفها الدموع وتتلقفها الأحزان فقد عاشت زواجا (مزدحما )على حد تعبيرها حيث كان( ثلاثيا ) لوجود ( كاميلا باركرزبولز) فيه، ولنا أن نتعاطف معها في ظل معاناتها من أعصاب زوجها الملكية الباردة وقسوة قلوب أفراد العائلة المالكة التي قادتها للإصابة بالاكتئاب والبوليميا .
ديانا كانت وما انفكت ظاهرة جاذبة لدى الكثيرين فكل شيء مميز فيها، حتى حينما قضت تركت سؤالا يتقافز أمام الجميع ، هل كان مصرعها هي وعماد الفايد قدريا أم مدبرا ؟ وبعد استثناء مسئولية (الباباراتزي ) التي قد تصح أو لا ، تتضاعف احتمالات نظرية المؤامرة التي تلقى تأييدا كبيرا من العديدين أولهم محمد الفايد والد عماد أو دودي، سيما وأن الشاهد الوحيد
الحي (ريس جونز )فقد الذاكرة جزئيا مما يؤجج التكهنات والتوقعات ، والتفسير بواسطة المؤامرة و يعطي التذهين الأسطوري لنهاية حياة أسطورية ، وهذا الطرح فضلا عن كونه يوفر اللمعان والبريق المصاحبين دوما لديانا ، فانه يشكل بعدا منطقيا يكتنف القضية برمتها فديانا أحبت عربيا مسلما و كانت أنباء زواجهما القريب تتلاحق متضمنة أخبارا عن كون ديانا حاملا وتفكر في اعتناق الإسلام مما زاد أحقية طرح المؤامرة كتفسير ، فهذا الزواج لو تم سيوجد أخا من دماء عربية مسلمة للأميرين وليام و هاري مم سيؤدي إلى تكسير أنياب الأسد البريطاني تكسيرا موجعا يقوده للأنين عوضا عن الزئير ، ومما يزيد الطين بلة
عدم ترحيب الأسرة المالكة بالفايد و عدائها الشخصي له ، فرغم مكوثه الطويل في المملكة المتحدة واستثماراته الهائلة فيها إلا أن طلباته المتكررة للحصول على الجنسية البريطانية جوبهت بالرفض ،
كل هذه الشواهد والقرائن تثير شهية الكثيرين لاقتراح المؤامرة كإجابة _وقد يصيب افتراضهم أو يخيب _ لكن ما حدث يعيد للأذهان حادثة اغتيال الرئيس الأمريكي (جي اف كينيدي ) الذي كان له صلات طيبة مع العرب ، فهل يكون الموت مصير من يتقارب مع العرب ؟؟ وهل سيشهد عصر العولمة شيئا يسمى ب ( لعنة العرب ) من يدري ؟؟ .
نشر في جريدة القبس ، العدد 9055 ، بتاريخ 04-09-1998
- التفاصيل
- كتب بواسطة: حياة الياقوت
- المجموعة: مقالات سياسية
- الزيارات: 3673
ان ما يحدث في الولايات المتحدة امر يستحق عناء المتابعة ، فبين الفنتازيا الجنسية للرئيس كلينتون وبين القوة الحديدية لزوجته التي يبدو انها لا تعبأ الا بالظهور الاعلامي وفرض السيطرة ولذلك هي تغض الطرف عن مغامرات زوجها الخمسيني المتمتع بقدر كبير من( الكاريزما) ، وبين مؤامرة الجمهوريين المحتملة ،وبين اجازة نائب الرئيس( ال غور )في جزر هاواي ، وايضا بين اعلان مسحوق (بيومات ) الاسرائيلي الذي عمل عمله في فستان مونيكا الازرق ، بين هذا كله وجدت نفسي مدفوعة اغالب الوسن والعناء في الخامسة صباحا لاتابع الرائع ( لاري كنغ ) وتحليلاته لخطاب الرئيس المقتضب الذي ظهر فيه رئيس اهم قوة في العالم في اسوأ حالاته ، فبعينين منتفختين (ربما بسبب البكاء من يعلم ؟) اعترف الرئيس انه سئل اسئلة لا يود أي مواطن امريكي الإجابة عليها ، واعترف بعلاقة كان قد نفاها والاهم من هذا كله اعترف انه ضلل الجميع ومن بينهم زوجته وان كان اعتبر ان للجميع حياة خاصة حتى الرؤساء .
وبغض النظر عن مصير الرئيس الذي سيحدده تقرير المحقق المستقل (كينيث ستار ) الذي سيقدمه للكونغرس و بغض النظر عن مدى رضا شعبه او سخطه ، اجدها فرصه لعقد مقارنه بين حال الديموقراطية في حقيقتها ومفهومها وتطبيقها وبريقها في الغرب وانطفاء جذوتها في الشرق بين اغلال الروتين وقيود البيروقراطية. وبين قرارات تنضوي تحت لواء ( حبر على ورق) وان كانت الولايات المتحدة تسيطر على العالم -وان لم يكن ذلك بصورة رسمية - فالفضل في ذلك لديموقراطيتها و قوة ارادتها وادارتها . لذا رجاءا لنتوقف عن لوم نظرية المؤامرة التي لم توجد الا بسبب ضعفنا و تشرذمنا ،ولنتوقف عن لوم الاستعمار الذي رحل و ولى منذ زمن ،ولنتوقف عن لوم القدر ولعن الحظ ، ولنتوقف عن النواح والتوجع على تاريخنا الاسلامي عندما كنا نقود العالم بزمام الشورى-هذا عندما كنا نفهم ديننا- ، ولنحاول من جديد ان نتعلم ابجدية الديموقراطية .
نشر في جريدة القبس ، العدد 9041 ، بتاريخ 21-08-1998